لا تحب أَن تراهما فيها، روى عطاءُ بن يسار أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أَستاذن على أمى؟ قال: "نعم" قال: إني أخدمها، قال: "استأْذن عليها" فعاوَدَها ثلاثًا، فقال: "أتحب أن تراها عريانة؟ " قال: لا. قال: "فاستأْذن عليها" ذكره الطبرى (?).
والمعنى الإجمالى للآية: يا أَيها الذين آمنوا ذكورًا وإناثا - لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم، حتى تستأْذنوا منْ له حق الإذن من أهلها في الدخول عليهم وتسلموا عليهم تحية لهم، ذلكم الاستئذان والسلام خير لكم من الدخول بغتة، لما فيه من الاطلاع على عورات إخوانكم وإزعاجهم، وخير لكم من تحية الجاهلية إذ كانوا يقولون: حييتم صباحا وحييتم مساء، وقد أُرشِدتم إِلى ذلك لعلكم تتذكرون وتتعظون فتعملوا بما شرع لكم.
28 - {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}:
أثبتت الآية السابقة حكم البيوت المسكونة، فنهت عن دخولها من غير إذن أهلها، وجاءت هذه الآية لتبَيِّنَ حكم دخول البيوت الخالية التي يملكها سواكم.
والمعنى: فإن لم تجدوا في البيوت التي يملكها سواكم أحدًا من أهلها فلا تدخلوها، سواءٌ أكان الباب مغلقًا أم مفتوحًا، لأن الله أغلقه بالتحريم (?)، حتى يأتى من أهلها من له حق الإذن، فتستأْذنوه فيأْذن لكم، ولا عبرة بإذن خادم ولا صبى كما يقول به بعض الأئمة، لأن مثلهما لا إِذن له (?)، وإن قيل لكم من جهة أهل البيت: ارجعوا ولوبعد الإذن لكم بالدخول (?)، فارجعوا ولا تدخلوا ولا تلحوا سواءٌ أكان الآمر بالرجوع يملك الإذن بالدخول أَم لا (?) ومثله في حكم وجوب الرجوع الإمساك عن الإجابة، أوالاعتذار بعدم