وتحدثت عن قصة الإِفك التي زعمها المنافقون في حق أُم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها - وبينت أَنها بريئة مما زعمه الآَفكون في حقها، وأَنهم عند الله هم الكاذبون، وأَن الذين يحبون أَن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أَليم في الدنيا والآخرة، وأَن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم، وجاء فيها: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} ونهت عن دخول الإِنسان بيتًا غير بيته حتى يستأْذن ويسلم على أَهله، فإِن لم يجد فيه أَحدًا يستأْذنه فلا يدخله، وأَن عليه أَن يرجع إِن لم يؤذن له بالدخول.
وأَمرت المؤمنين والمؤمنات أَن يغضوا أَبصارهم ويحفظوا فروجهم، وحثت المؤمنات على إِخفاء زينتهن إِلَّا ما ظهر منها، وأَجازت إظهارها للأَزواج ولَأصَناف تُؤمَنُ مَغبتُهم كالآباء والإِخوة وآباء الأَزواج، والأَطفال غير المميزَين، ونهت عن ضربهن الأَرض بأَرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن كالخلخال، وحثت على إِنكاح الأَيامى والصالحين من العبيد والإِماء، حماية لأَخلاقهم، وأَمرت من لا يستطيع نفقات الزواج بالاستعفاف حتى يغنيه الله من فضله، وحثت على مكاتبة الأَرقاء، ومساعدتهم بالمال ليتحرروا من الرق , كما نهت عن إِكراه الفتيات على البغاء، وبينت أَنه تعالى نور السموات والأَرض، فهو الذي خلقها وخلق النور فيهما، ومثلت نور آياته وبراهين هدايته في قلوب المؤمنين بمشكاة وُضعَ فيها مصباح، أَي: سراج منير، وهذا السراج في قنديل من الزجاج الصافى الأَزهر، كأَنه كوكب مضىء متلألىءٌ، ثم قال الله سبحانه: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} من عباده، فيوفقه إِلى إِصابة الحق: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ} تقريبًا لأَفهامهم: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
وبينت أَن لِله تعالى بيوتًا ومعابد: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} وأَنه سيجزيهم أَحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله، وأَن أَعمال البر من الكفار لا تنجيهم من النار بسبب كفرهم، فهي {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}، {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ