مع خصمائهم الذين دفعوهم إِلى الكفر، وقد بينه الله تعالى بقوله: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ} الآيات (?).

ثم بين الله دستوره في القضاء بين عباده يوم القيامة فقال:

102 - {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (?) فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}:

أَي: فمن رجحت أعماله القلبية والظاهرة، وكان لها وزن وقدر عند الله تعالى، بأن كانت عقيدته صالحة، وأَعماله مستقيمة، فأُولئك هم الفائزون بكل مطلوب، الناجون من كل مرهوب.

103 - {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}:

ومن لم يكن لعقائده وأَعماله وزن من الكفار، فهؤلاء هم الذين خسروا أنفسهم وضيعوها بكفرهم، فهم بسبب ذلك خالدون في جهنم لا يبرحونها أَبدًا، وفي مثل معنى الآية يقول سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)} (?).

104 - {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)}:

تحرق النار وجوههم، وهم فيها متقلصو الشفاه عن الأَسنان، من أَثر احتراق الوجوه، وتخصيص الوجوه بالذكر مع أَن العذاب بالنار عام لأَجسادهم , لأنها أَشرف الأَعضاء، فبيان سوء حالها أدل على بيان سوء سواها، وأَزجر عن المعاصي المؤدية إِلى النار.

105 - {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}:

يقال لهم حينما يعذبون بالنار - يقال لهم - على سبيل التوبيخ والتحسير: أَلم تكن آياتى يتلوها عليكم رسولى في دنياكم، فكنتم بها تكذبون فور تبليغها إِليكم، من غير تدبر في عاقبة تكذيبم؟.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015