ويلاحظ أَن السؤال الثاني: {مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ... } والثالث: من بيده ملكوت كل شيء جوابهما {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} بلام الجر , وكان الظاهر أَن يكون الجواب {سيقولون الله} بغير لام مراعاة للسؤال (?). فما وجه العدول عنه؟
والجواب: أن كلا الأَمرين جائز لغة , فلو قيل: من صاحب هذه الدار فلك أَن تجيب بقولك: (خالد) مثلا , مراعاة للفظ السؤال المجرد عن اللام , ولك أن تقول: (لخالد) باللام مراعاة للمعنى , ومنه قول الشاعر:
إذا قيل من رب المزالف (?) والقُرى ... وربُّ الجياد الجُرد (?) قيل لخالد
90 - {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}:
في هذه الآية إضراب إبطالي لإنكارهم البعث والتوحيد.
والمعنى: بل جئنا قريشا بالحق في وحدانية المعبود والبعث من القبور , وإنهم لكاذبون في شركهم وإنكارهم لهما {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (?).
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)}
المفردات:
{وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي: لغلب بعضهم بعضا.