{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)}

المفردات:

{شَعَائِرَ}: الشعائر جمع شعيرة وهي العلامة، والبدن من شعائر الحج أَي: علاماته المميزة. {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}: إِلى وقت ذبحها أَو إِلى وقت إِيجابها وتسميتها هَدْيًا.

{ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ}: أَي مكان وجوب ذبحها أَو زمانه إلى جوار البيت العتيق حيث تذبح بمنى أَو بأَى مكان بالحرم.

التفسير

32 - {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}:

أَي: الأَمر الذي يجب الالتزام به ذلك المذكور من أَعمال الحج في الآيات السابقة، أَو اتبعوا ذلك {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} استئناف لتقرير ما قبله، أَي: ومن يعظم أَوامره وهي كل شيءٍ لله تعالى فيه أَمر أَشعر به وأَعلم.

والمقصود بشعائر الله هنا: الهدايا التي تساق إلى فقراء الحرم فإنها من معالم الحج وشعائره، كما ينبىءُ عنه قوله سبحانه: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} ولدلالة الآية التالية على ذلك، وتعظيمها اعتقاد أَن التقرب بها من أجلِّ القربات وأَفضلها، ويراعى في اختيارها أَن تجمع بين السلامة من العيوب، والسِّمن كما روى عن ابن عباس: تعظيمها استسمانها واستحسانها {فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ} أَي: فإِن تعظيمها أَثر من آثار تقوى القلوب التي امتلأَت بتقوى الله وخشيته. وفي تقييد التقوى بالقلوب - كما قال الآلوسى في تفسيره: إشارة إِلى أَن التقوى قسمان: تقوى القلوب, والمراد بها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015