أولى الالباب الباحثين عن الحق، وقد أعطيناك من عندنا قرآنا مذكِّرًا بما في تلك الأنباءِ والقصص من العبر وهو كتاب شريف جامع لكل الكمالات.

100، 101 - {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا}:

أي من أَعرض عن هذا الذكر العظيم الذي أَعطيناك أيها الرسول، ولم يؤْمن بما جاء فيه من العقائد والأحكام الدنيوية والأُخروية فإنه يحمل يوم القيامة إِثما عظيما لا قدرة له على احتماله مقيما في جزائه جهنم إِقامة دائمة، وبئس للمعرضين عنه - وبئس لهم - يوم القيامة هذا الحمل الذي حملوه بالإعراض عن الذكر الذي بعثك الله به إِليهم (?).

102 - {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا}:

أي اذكر لهم يا محمد يوم ينفخ إسرافيل في البوق نفخة البعث من القبور، حيث يقوم الناس لرب العالمين، ونسوق المجرمين يومئذ بعد البعث زرق الأجساد أو زرق العيون من أجل ما يحملونه من الأوزار، وخوفهم من محاسبة العليم القهار، وسئل ابن عباس عن وصفهم هنا بقوله {زُرْقًا} وفي آية أخرى بقوله {عُمْيًا} فكيف يجمع بينهما؟ فقال: ليوم القيامة حالات، فحالة يكونون فيها عميا وأخرى يكونون فيها زرق العيون.

وقال الفراءُ: المراد من {زُرْقًا} عميا لأن العين إِذا ذهب نورها ازْرَقَّ ناظرها.

103 - {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا}:

أي يخفضون أصواتهم، ويتهامسون فيما بينهم قائلين، ما لبثتم في القبور إلا عشر ليال، أَو عشرة أَيام (?)، ومرادهم من قولهم ذلك استقصار مدة لبثهم في القبور وسرعة انقضائِها، بعد أَن تحقق لديهم البعث الذي أَنكروه من قبل، يقولون ذلك على سبيل التنديم، كأَنهم قالوا: قد بعثتم وما لبثتم في القبر إِلا مدة يسيرة، وقد كنتم تزعمون أنكم لن تبعثوا منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015