{فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}
المفردات:
{فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}: المقصود بإرسالهم إطلاقهم من الأسر كما سنشرحه إن شاءَ الله تعالى. {والسَّلَامُ علَى من اتَّبَعَ الهُدَى): أي والأمان من عقاب الله لمن أتبع الهدى الذي أَرسلَنا به.
التفسير
47 - {فأِتيَاهُ فَقُولَاَ إنا رَسُولَا رَبِّكَ فَأرْسِل مَعَنَا بَنِى إسْرَآئِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ}:
نرى في هذا النص الكريم أن الله تعالى كلف موسى وهارون أَن يطلبا من فرعون في أَول لقاء بينهما أن يرسل بنى إسرائيل معهما، ولم يكلفهما بمطالبته بالإيمان بربه سبحانه، في حين أن سورة النازعات تدل على أَنهما كلفا بأن يهدياه أَولًا إلى معرفة ربه، فقد جاءَ فيها قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} وجمعًا بين النصين نقول: إن الله كلفهما بالأَمرين جميعًا، وإنهما تدرجا معه، فطلبا منه إِرسال بنى إسرائيل وإطلاقهم من الأسر، ورفع التعذيب والقتل عنهم، قبل أن يطلبا منه تبديل اعتقاده، فإن الأَول أَسهل عليه من الثاني.
والمراد من إِرسال بنى إسرائيل معهما تخليص الأُسارى منهم، وإخراجهم من تحت جبروته، وليس المقصود التصريح لهم بالتوجه معهما إلى الشام، ويدل على ذلك قوله تعالى عقب هذه الجملة: "وَلَا تُعَذِّبْهُمْ" أي لا تعذبهم بإِبقائهم في السجون والتسخير، فقد كان هو وقومه يستخدمونهم في الأعمال الشاقة كالحفر والبناء ونقل الأحجار، ومن عصاهم عذبوه وسجنوه.