12 - {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}:

أي إنِّى أنا الله ربك الذي أَكلمك، أي من غير واسطة الروح الأمين جبريل عليه السلام كما قلنا في تفسير قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (?).

وتكرير ضمير المتكم لتأكيد الدلالة وتحقيق المراد وإِماطة الشبهة، وفي سورة النمل: {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (?).

وفي سورة القصص: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (?).

ولا تعارض بين الآيات الكريمة، فقد ناداه ربه بها كلها، إلاَّ أنه سبحانه حكى في كل سورة بعض ما اشتمل عليه ذلك النداءُ الكريم، أَي أَنه سبحانه خاطب موسى بما يفيد هذه المعانى والصفات التي اشتملت عليها هذه النصوص المتفرقة، فلما تكررت القصة في سور متعددة أعطى كل سورة جانبًا منها، لمنع التكرار في العبارة والله أَعلم.

وأمر سبحانه كليمه بخلع نعليه ليباشر بقدميه الأرض المقدسة، فتصيبه بركة تكليم الله إِياه في الوادى المقدس، ولأن الحفاء أَوصل في التواضع وحسن الأدب، ولذلك كان السلف الصالح يطوفون حفاةً.

وقوله تعالى: {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}: بيان لحكمة الخلع المأمور به مع الإشارة إلى شرف البقعة وقدسها، وقد نفذ الكليم أمر ربه فخلعهما.

13 - {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}:

أي وأنا الله الذي أصطفيتك من الناس، أَو من قومك للنبوة والرسالة، فاستمع لما أوحيه إِليك، وتقبله وتأهب للعمل بما يقتضيه، وفي معنى الآية قوله تعالى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} (?). ثم بين الله ما أوحاه إليه في هذه المكالمة القدسية فقال سبحانه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015