لشريعة الله، ولا يُرِدْ بعبادة ربه إِلَّا وجه ربه وحده لا شريك له، وهذان هما الركنان اللذان لا بد منهما لكل عمل متقبل، أَن يكون خالصًا لله سبحانه، وأن يكون صوابًا وفق شريعة رسوله صلى الله عليه وسلم أو المعنى: فمن كان يخاف سوءَ لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا خالصًا لوجه ربه ولا يخلط به غيره.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالي: (أَنَا أغْنَى الشُّرَكَاء عَنِ الشِّرْك. مَنْ عَملَ عَمَلًا أشْرَك فيه مَعى غَيْرِى. تَرَكْتُهُ وَشركَة) (?)، روى الشيخان عن جندب بن عبد الله رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَمَّعَ، سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِى يُرَائِى اللهُ به" (?).
وروى مسلم عن أبي هريرة أيضًا (?) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوم الْقِيَامَةِ عليْهِ، رجل استُشهد فَأُتِىَ به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استُشهِدْتُ، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جرىء، فقد قِيلَ، ثم أمَرَ بِه فسُحِبَ على وجهه حتى ألقى في النار، ورجل تعلم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلَّمت وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ فقد قيل، ثم أَمَرَ بِهِ فسُحِبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وَسَّعَ الله عليه وأَعطاه من أصناف المال كلِّه، فأُتِيَ به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أَن ينفق فيها إلا أَنفقت فيها لله، قال: كذبت ولكنك فعدت ليقال: هُوَ جوادٌ فقد قيل، ثم أَمَرَ بِهِ فسُحِبَ علي وجهه ثم أُلقى في النار".
والله المستعان على الإِخلاص في النيات والأقوال والأعمال ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.