{فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا}: فتجرى الأنهار وسط تلك الجنة جريانا قويا دائما للانتفاع بها في ري تلك الجنة وغيرها.
92 - {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}.
أَو تسقط السماءَ علينا قطعا متناثرة كما أَوعدتنا في قولك {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} (?) فعجّل لنا ذلك وأسقطها.
{أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا}: أو أَن تأتي بالله مقابلا وبالملائكة كذلك بحيث نعاينهم ونراهم، وعلى أن القبيل بمعنى الكفيل يكون المعنى: أَو تأتي باللهِ كفيلا وبالملائكة كفلاء. بما تدعيه، يشهدون بصحة ما قلته ويضمنونك فيما يترتب عليه.
93 - {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ}:
من ذهب لأننا لا ننقاد لك ولا نؤْمن بك مع فقرك الذي نراه.
{أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ}: أي تصعد في معارجها. {وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ}: أَي لن يقع إِيمان منا بك من أجل رقيك في السماء فحسب، أو لن نصدق أنك رقيتها حتى تصحب معك كتابا منزلا من الله بلغتنا وفيه تصديقك منه سبحانه، ويكون موجها إلى كل رجل منا، كما حكاه الله بقوله: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً} (?).
وبلغ من عنادهم الحاقد وتعنتهم البالغ إن طلبوا منه شهودًا من الملائكة على صحة ما ينزل عليهم من السماء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عبد الله بن أبي أمية لن نؤمن لك حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى فيه "أَنا أَنظر إِليك حتى تأتيها وتأتي معك بصك منشور معه أربعة ملائكة يشهدون أَنك كما تقول.
{قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا}: أَي قل لهم يا محمد متعجبا من فرط حماقتهم، وتنزها لله عز وجل، سبحان ربي أن يتقدم أحد بين يدي جلاله في أمر من أمور سلطانه وملكوته، مما لا يليق من مثل هذه الاقتراحات التي تضمنت أَعظم الجرأَة على الله رب