(سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ): تنزيها للهِ سبحانه وتساميا عن أَن يكون له شريك أَو نظير، يماثله في أَمره كله: "أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (?) ".
{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}
المفردات:
(بِالرُّوحِ): المقصود بالروح هنا القرآن الكريم ومنه قوله تعالى: "وَكَذلِكَ أَوْحَيْنَا إِليْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا (?) ". أَو القرآن والسنة معا لأَنهما وحيٌ سماوى وإِن افترقا بأَن لفظ القرآن ومعناه أَنزلا من عند الله، أَما السنة فمعناها هو الذي أُنزل من عنده تعالى، وأَما لفظها فهو من تعبير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. (مِنْ أَمْرِهِ): أَي أَن هذا الروح - أَي القرآن - ناشئٌ من أَمره وصادر عنه، ويصح أَن تكون (من) سببيه أَي بسبب أَمره.
(أَنْذِرُوا): خوفوا وحذروا.
التفسير
2 - (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ):
أَي أَنه سبحانه اقتضت حكمته قبل أَن يعاقب خلقه أَن يُرْشِدهمُ إِلى الصواب ويخوفهم العقاب فينزل ملائكته بالوحى السماوى حال كون هذا الوحى ناشئا ومبتدئا من أَمره وحده - ينزله - على من يصطفيهم من خلقه ومهمتهم ما بينه الله في قوله: "أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ" أَي خوِّفوا الناس من مخالفة أَمرى. وبينوا لهم أَنه لا إِله إِلا الله وأَن عليهم أن يعبدوه وحده وأَن يحذروا غضبه وعقابه الشديد الذي يحلُّ بهم إِذا ظلُّوا كافرين عاصين.