الهدى. وإفراد لفظ (الآية) هنا وجمعها فيما سبق لأن المشار إليه هنا مجمل وهو كونها بسبيل مقيم، والمشار إليه قبل ذلك مُفَصَّل حيث ذكرت قصة إهلاكهم وتدمير قراهم بسبب فاحشتهم، ثم ساق سبحانه نبأ أصحاب الأيكة مجملا فقال:
78 - {وَإِنْ (?) كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78)}:
أى وإن الشأن والخبر كان أصحاب الأيكة لظالمين لأنفسهم، وأصحاب الأيكة قوم أُرسل إليهم شعيب، والأيكة الشجرة الملتفة المتكاثفة، وكانت عامة شجرهم المقل الذي عبر عنه بالأيكة. فنسبوا إليها. وكانت قريبة من مدين قرية شعيب. ولما ظلموا أنفسهم بالشرك ومختلف المظالم أرسل الله إليهم شعيبًا كما أرسله إلى قومه أهل مدين. ولذا قال سبحانه فى كل من السور الثلاث، الأعراف، وهود، والعنكبوت. {وإلىَ مَدْيَن أخَاهُمْ شُعيبًا} (?)، الآيات. وقال في سورة الشعراء: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ}. إلى قوله عز من قائل: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (?). وجملة القول أَن شعيبًا عليه السلام، أُرسل إلى أُمتين عذبتا بعذابين. كما قال ابن جرير وغيره وهو ظاهر الكتاب العزيز.
ويبدو أنهم فاقوا أهل مدين في الشرك والطغيان والاستهزاء والبهتان. ولذا كان عذابهم بيوم الظلّة أشد من عذاب أهل مدين بالصيحة والرجفة وهي الزلزلة كما يعرب عنه قوله سبحانه: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (?)، حيث أكد سبحانه أنه كان عذب يوم عظيم. روى غير واحد عن قتادة قال: ذُكر لنا أنه جل شأنه سلط عليهم