(مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ): أَي من طين أَسود مُنْتِن، وفسره بعضهم بُمصَوَّر، ومنه سُنَّة الوجْهِ أَي صُورته، قال حمزةُ يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -:
أَغر كَأَن البدر سُنَّةُ وجهه ... جلا الغيْمَ عنه ضوْؤهُ فتَبَدَّدَا
وفسره بعضهم بمصبوب، من سنَّ الماءَ صبَّه. (وَالْجَانَّ): قيل هو أَبو الجن -وروى عن ابن عباس، وقيل هو اسم لجنس الجن- كما قاله ابن بحر، وقيل هو إِبليس وروى عن الحسن وقتادة - (نَارِ السَّمُومِ): المراد بها النار التي لا دخان لها- كما جاءَ في إِحدى الروايتين عن ابن عباس.
التفسير
26 - (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ):
المراد من الإِنسان هنا أَصله وهو آدم عليه السلام، أَو الجنس كله تبعًا لأَصله والمعنى ولقد أَوجد الله آدم عليه السلام من طين جاف مُتحوِّلٍ من طين أَسود منتن وقد كان أَساسه الأَول ترابًا (?)، فلما خلط بالماءِ صار طينًا (?)، فلما اسود وأَنتن صار حمإٍ مسنونًا، فصور الله منه تمثال إِنسان أَجوف، فيبس حتى إِذا نقر صلصل أَي ظهر لنقره صوت بسبب جفافه، ثم غيره الله طورا بعد طور حتى نفخ فيه الروح بعد أَن تمت صلاحيته لنفخها فيه فتبارك الله أَحسن الخالقين.
27 - (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ):
قد علمت في بيان معانى المفردات اللغوية، أَن بعض العلماء فسر الجان بأَنه جنس الجن، وعلى هذا الرأْى تكون هذه الآية الكريمة مسوقة لبيان أَن الله تعالي خلق الجن كما خلق الإِنس وأَنهم خلقوا قبل آدم، وأَنهم خلقوا من نار، بخلاف آدم فقد خلق من طين