رسالة الإِسلام الخاتمة للرسالات، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
"ولن يزال أَمر هذه الأُمة مستقيما حتى تقوم الساعة".
ولا شك أَن حفظه من التغيير والتبديل إِلى يومنا هذا آية على أَنه من عند الله جلَّ وعلا.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)}
المفردات:
(شِيَعِ): جمع شيعة وهى الفرقة والجماعة على طريقة ومذهب، مأخوذ من شاع المتعدى تقول: شاعهُ بمعنى تبعه، وتطلق الشيعة على الأَعوان والأنصار. (نَسْلُكُهُ): ندخله، ومنه سلكت الخيط في الإِبرة. (الْمُجْرِمِينَ): المذنبين، يقال أَجرم فلان وجرم أَي أَذنب كاجترم، فهو مجرم، وجريم أَي مذنب، والجريمة الذنب، وجرم، عليهم وإليهم جريمة جنى عليهم جناية -انظر القاموس. (خَلَتْ): مضت. (سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ): طريقتهم.
التفسير
15 - (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ):
بعد أَن بينت الآيات السابقة موقف أَهل مكة من دعوة الإِسلام وداعيها، جاءَت هذه الآيات لتسليته صلى الله عليه وسلم عن تكذيب قومه له بما حصل للرسل قبله من تكذيب أَقوامهم لرسلهم.