(وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ): يمنعون غيرهم عن دينه الذي يوصل إِلى مرضاته وثوابه.

(وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا): أَي ويطلبونها. والضمير عائد على السبيل فإِنها مؤنثة، أَي ويطِلبون لسبيل الله العوج.

التفسير

(الر):

أَجملنا الكلام على (الر) في المفردات، وأَحلنا القارئَ على ما كتبناه مفصلًا عن الفواتح الهجائية في أَول سورة البقرة فارجع إِليه إِن شئت.

(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ): أَي هذا كتاب أَنزلناه إِليك يا محمد وهو القرآن العظيم.

(لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ): أَي بعثناك بهذا القرآن وأَنزلناه إِليك.

لِتُخرِجَ الناس عربهم وعجمهم أَبيضهم وأَسودهم من ظلمات الكفر والجهل والحياة الضالة إِلى نور الإِيمان والعلم والحياة البارة الرشيدة لما اشتمل عليه من الآيات الباهرات التي تحث على التفكر والتدبر، والنظر في حقائق الكون الدالة على وحدانية الله وتفرده بالخلق والإبداع ... ولما حواه من المنهج السديد الذي تسعد به البشرية كلما سلكته، وتشقى كلما ابتعدت عنه.

(بِإِذْنِ رَبِّهِمْ): أَي بتوفيقه إِياهم ولطفه بهم، فهو الهادي لمن أَراد له الهداية على يدى نبي هذه الأُمة صلى الله عليه وسلم في حياته، وبما تركه لأُمته من كتاب الله تعالى وسنته بعد انتقاله إِلى ربه.

(إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ): أَي إِلى الطريق الذي ارتضاه الله لخلقه وشرعه لهم، طريق العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع، فهو القاهر لكل ما سواه المستحق للحمد، ويلاحظ أَن "صِرَاط العَزِيزِ الْحَمِيد" بيان للنور في قوله: "لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمُاتِ إِلَى النُّورِ". فهو النور الذي أَخرجهم من الظلمات إِليه في العقائد والأَخلاق والتشريعات الرشيدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015