إِعادته، وأَن مصيرنا جميعًا إلى الله فنحن جميعًا كما منه وإِليه، فإِذا نتفعنا بما فضله الله لنا من الآيات، وعرفنا أَننا سنلقى الله طال الزمن أَم قصر، فإِننا نستعد لهذا اللقاءِ بالإِيمان الثابت والعمل الصالح والاستقامة على طريق الحق، لننال ثوابه وننجو من عقابه.

{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)

المفردات:

(مَدَّ الْأَرْضَ): بسطها. (رَوَاسِيَ): الجبال. (يُغْشِى): يغطى.

التفسير

3 - (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا):

تابعت هذه الآية سرد آيات الله الكونية، فذكرت أَنه تعالى بسط الأَرض أَمام البصر، وسوى معظم سطحها ليسهل الانتقال عليه من مكان إِلى مكان، كما قال سبحانه:

"وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا" (?).

وليسهل على عباده زرعها والانتفاع بخيراتها، ولا يتنافى ذلك مع كروية الأَرض التي أَشارت إِليها الآية الكريمة: "يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ" (?).

وسنعرض لها بالشرح في موضعها إِن شاءَ اللهُ، وكما سوى الله سطح الَأرض جعل منها جبالا راسخة لتثبيتها فلا تموج ولا تضطرب، حتى لا يهلك من على سطحها من الكائنات أَثناءَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015