(وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ):
أَي وقل لهم يا محمد أُنزه الله وأَجله عن أَن يكون له شريك أَو نظير أَوْ وَلَدٌ أَو صاحبة ولست أَنا ولا أَصحابي من المشركين لا شركًا خفيًّا ولا شركًا ظاهرًا بل نعبد الله. "مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (?) ".
وهذا هو المنهج القويم، والصراط المستقيم.
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)}
التفسير
109 - (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى):
لَسْتَ -يا محمَّد- بدعًا من الرسل فجميع من أَرسلناهم قبلك بشر لا ملائكة أوحينا إِليهم شرائعنا وأَمرناهم بإِبلاغها إِلى أَقوامهم وهم ليسوا غرباءَ عنهم بل هم منهم يتحدثون بألسنتهم كما قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" (?).
فكل قوم يعرفون رسولهم وما اشتهر به بينهم من الصدق والأَمانة حتى لا تكون لهم حجة على تكذيبه والإِعراض عنه، وكان الرسل من أَهل القرى دون أَهل البوادى، لأن أَهل القرى فيهم عقل وحلم، وأَهل البوادى على العكس منهم.