(مُعْرضُونَ): منصرفون. (غَاشِيَةٌ): كارثة كبرى تغمرهم.

(السَّاعَةُ): القيامة. (بَغْتَةً): فجأَة دون توقع أَو انتظار.

التفسير

105 - (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ):

جاءَت هذه الآية الكريمة لتبين أَن قريشا لم تكتف بالإِعراض عن القرآن الكريم، بل يعرضون أَيضا عن آيات الله الكونية الكثيرة التي بثها في آفاق السماوات وأَرجاء الأرض والتي تدل على وحدانية الله وسائر كمالاته، وتستلزم إِفراده تعالى بالعبادة، وكلما مروا عليها أَغمضوا عيونهم وكفوا بصائرهم، فلا هم آمنوا بالآيات القرآنية ولا تدبروا الآيات الكونية، وإِنما آثروا العمى على الهدى وفضلوا الضلال على الرشاد في عناد ولجاج.

"أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ" (?).

106 - (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ):

وما يؤْمن أَكثر هؤلاءِ بالله تعالى وأَنه هو الخالق، إِلاَّ وكان إِيمانهم به مشوبا بالشرك، فإِذا سأَلتهم عن خلق السموات والأَرض قالوا خلقهن الله وهم مع ذلك يشركون به في العبادة.

وفي الصحيحين أَن المشركين كانوا يقولون في تلبيتهيم: "لبيك لا شريك لك، إِلا شريك هو لك، تملكه وما ملك".

107 - (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ): أَي أَن هؤُلاءِ المعرضين عن آيات الله المنزلة وآياته الكونية، يعرضون أَنفسهم لغضب الله وعذابه الشديد في الدنيا والآخرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015