ومعنى قوله عليه السلام: "ادخُلُوا مصرَ" وهم قد دخلوها -معناه: أقيموا فيها كما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما وكأن الأمر بدخولها عبارة عن الإذن باستيطانها.

وقيل إن يوسف عليه السلام لما علم باقترابهم خرج يتلقاهم في موكب عظيم، وضرب مضربا على مقربة من حدود مصر للنزول فيه، وفي هذا المنزل آوى إليه أبويه. وقال لهما ولبقية الركب: "ادخُلوا مصر إن شاء الله آمنين". وتعليق دخولهم آمنين، بالمشيئة الإلهية للتيمن والتبرك، وللتبرؤ من حوله عليه السلام ومشيئته وقوته، إلى حول الله تبارك وتعالى ومشيئته وقوته وفضله العظيم.

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)}

المفردات:

(العرشِ): سرير الملك. (البدو): البادية. وأصل البدو المبسوط من الأرض، سمي بذلك لأن ما فيه يبدو للناظر لعدم ما يواريه.

(نزغ): أفسد وأغرى. وأصله من نزغ الرائض الدابة؛ إذا همزها وحملها على الجري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015