(وَأْتونِي بأهْلِكُمْ أْجْمَعِينَ): المراد بأَهلم نساؤهم وذَرَارِيهم والعاملون معهم من خدمهم، دعاهم للإِقامة في جواره آمنين.
ولم يذكر الإِتيان بأَبيه لا لكونه داخلا في الأَهل، فإِنه يجل عن التبعية بل ليتفادى أَمر الإِخوة أَن يأْتوا بأَبيهم لأَن فيه نوع إجبار على مَن يؤتى به فهو عليه السلام موكول إِلى اختياره ومحبته وشوقه، ولا شك أَن هذا من أَدب النُّبُوَّةِ والبُنُوَّةِ مَعًا!
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95))
المفردات:
(فَصَلَتِ الْعِيرُ): خرجت القافلة؛ يقال فصل من البلد يفصِل فصولا إِذا انفصل منه وجاوز حيطانه. (تُفَنِّدُونِ): تنسبوننى إلى الفَنَد وهو الخرفُ وفساد العقل من الْهَرَم والشيخوخة، وفي معناه ما قاله ابن عباس: لولا أَن تُسَفِّهون. (ضَلاَلِكَ): ذهابك عن الصواب وبعدك عنه.
التفسير
94 - (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ)
ولما خرجت قافلة بني يعقوب من عريش مصر أَو حدودها قاصدة مكان يعقوب عليه السلام، وكان قريبًا من بيت المقدس، (قَالَ أَبوُهُمْ): لمن كان بحَضْرَتِهِ من ذوى قرابته، (إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ): أَي إِنِّي لأَشُمُّ ريح يوسف.