(خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ): أَي خير المضيفين - مأْخوذ من النُّزُلِ وهو الطعام الذي يقدم للضيوف الَّذِين ينزلون. أَو خَيْرُ مَن ينْزِلون الناس في منازلهم مأَخوذ من المنزل (بِجَهَازِهِمْ) وهو الدار. (سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ): سنطلبه من أَبيه ليرسله معنا.

التفسير

59 - (وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ):

بينت الآية السابقة أن إخوة يوسف جاءُوه للحصول على الطعام زمن المجاعة، وأن يوسف عرفهم ولكنهم لم يعرفوه، لأنهم لم يخطر ببالهم أن من أَلقوه في الجب يؤول أمره إلى حكم مصر والسلطان على أَهلها وأَرزاقها.

وجاءَت هذه الآية لتبين أول الخطوات التي اتخذها يوسف لإحضار أسرته إِليه، وهي طلبه من إخوته هؤلاءِ أَن يحضروا أَخًا لهم من أبيهم.

ويظهر أَنه جرى من الحديث بينه وبينهم ما جعلهم يصرحون بأن لهم أخًا من أبيهم لم يحضروه معهم، حتى يكون مجرى الحديث هو الذي حمل يوسف ظاهرًا على أن يطلبه بالذات، حتى لا يثير انتباههم إِلى السبب الحقيقى في طلبه.

والمعنى: ولمَّا جَهَّز يوسف إخوته بالطعام الذي طلبوه من الحَبِّ الذي استبقاه في سنابله لزمن المجاعة، قال لهم ائتونى بأَخ لكم من أَبيكم ليتبين صدقكم في طلب حمل زائد على أحمالكم أَجله.

(أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ):

أَي أَلا تنظرون أَننى أعطى الكيل وافيًا تامًّا لكم ولكل الناس بالعدل، وأَنا أفْضَلُ المضيفين، ومن أَجل ذلك لا أحب أَن يكذب عَلَيَّ أَحد بأَخذ ما لا يستحقه، حتى لا يحرم رب أسرة آخر من حقه في الطعام، ولهذا طلبت أَن أَرى أَخاكم بنيامين الذي طلبتم له الطعام لكي أَتحقق من صدقكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015