{ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}:
أي ذلك المنهج الذي سلكناه في عقيدتنا ناشئ من فضل الله علينا، حيث أيدنا بالنبوة وجعلنا أهلا لتبليغ رسالته إلى الناس، وقيادتهم إلى الحق وإلى صراط مستقيم ومن فضله على الناس أيضا، حيث وفقنا لإِرشادهم إلى توحيده، ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله بتوحيده وإجابة المرسلين إلى العمل بما جاءهم به، مع أَنه تعالى أقام الأدلة والآيات في الأنفس والآفاق على استحقاقه وحده للعبادة.
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}
المفردات:
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}: المراد بهما الفتيان اللذان دخلا معه السجن، ورأيا في منامهما الحلمين وعرضاهما عليه ليعبرهما لهما.
{أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ}: متعددون لا ارتباط ولا اتفاق بينهم.
{الْقَهَّارُ}: الغالب الذي لا يدانى في قهره ولا يعارض في مراده، ولا يستعصى عليه جبار ولا يفوته مطلوب. {مِنْ سُلْطَانٍ}: من حجة.
{أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا}: أسماء اتخذتموها دون أن يكون لها مسميات على الحقيقة.