المفردات:
{أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}: نظمت آياته نظمًا محكمًا لا خلل فيها ولا تناقض ولا اضطراب.
{فُصِّلَتْ}: ذكرت فيها الأُمور التي يحتاج إليها العباد في عقائدهم وسلوكهم ومعادهم ومعاشهم مفصلة مبينة.
{مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ}: من عند إِله مبدع للأُمور على خير وجه.
{خَبِيرٍ}: عليم بما كان وما يكون، ظاهرًا أو خفيًّا.
{نَذِيرٌ}: محذر لعباد الله من سوءِ عاقبة الكفر والعصيان.
{بَشِيرٌ}: مخبر بما يسر الصالحين من ثواب الله.
التفسير
1 - {الر}: تحدثنا في أَول سورة البقرة عما بُدىء به بعض السور من مثل هذه الفواتح، وذكرنا آراءَ المفسرين فيها، وأرجح الآراء في تأْويلها هو أنها ترمز إِلى التحدى بأَن يأْتوا بمثل هذا القرآن المؤلف من كلمات وجمل ذات حروف مما ينظمون منها كلامهم، إِن كانوا صادقين في زعمهم أن الرسول تَقَوَّلَهُ على الله، فإذا عجزوا عن الإتيان بمثله أو بمثل سورة منه مع ما يمتازون به من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان، فمحمد مثلهم وشأْنه شأْنهم فهذا دليل على أَن القرآن من عند الله وأَنه: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (?). وتكرارها في القرآن على هذا الرأْى تكرار للتحدى، وقيل: إِن المقصود بها هو تنبيه السامعين إِلى ما يأْتى بعدها.
{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}:
هذا كتاب كريم، أنزل الله آياته البينات في غاية الإِحكام، فهي فصيحة الكلمات، بليغة العبارات متناسقة الموضوعات، رائعة المعانى غزيرة الفوائد، لا يمكن أَن يتطرق إليها أي اضطراب أَو اختلال كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (?).