صحتها وفساد ما أنتم عليه من عبادة آلهة لا شأْن لها في إحياءٍ ولا إماتة - وإنما خص التوفى بالذكر لتهديدهم.

{وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}:

أَي وأَمرنى الله تعالى أن أَكون من المتمسكين بالإيمان به، وعدم المبالاة بآلهتكم، فإنهم {لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} (?).

105 - {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}:

المراد من إقامة وجهه - صلى الله عليه وسلم - للدين، استقامته في الاتجاه إِليه، وقد أكد ذلك بقوله: {حَنِيفًا}: أي مائلا عن الأديان كلها إليه، أي وكما أَمرنى الله تعالى بالإيمان به - أمرنى سبحانه بالإخلاص في الاتجاه إِلى دينه بقلبى وجوارحى، وأَقوالى وأَفعالى، بحيث لا يصرفنى عنه صارف، وأَمرنى أَيضًا أن لا أشرك في عبادته أَحدا حتى لا أَكون كهؤلاءِ الذين قال الله فيهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (?) وقد عرفت من هذا العرض أن الآية السابقة دعت إلى الإيمان، وأن هذه الآية دعت إلى الإخلاص في الإيمان، والحرص على صفائه ونقائه وثباته، والحذر من أن يتطرق إليه أي شك أَو لبس والخطاب وإِن كان موجها إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالمؤمنون داخلون في حكمه، فهم مطالبون بالإخلاص في دينهم، وقد جاءَ ذلك صراحة في قوله - عز وجل -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (?):

أَي الذين صدقوا بإِخلاص، ولم يخلطوا إِيمانهم بشرك يظلمون به أَنفسهم، ويعتدون به على الحق، أولئك لهم الأَمن من المكاره، وهم مهتدون إلى الحق وإِلى عظيم الثواب، وقال -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015