{بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (?). وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} (?) وهذا الصنف هو الذي يشير إليه قوله تعالى في آخر الآية:

{وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} فالرجس هنا بمعنى الكفر ليقابل الإيمان في صدر الآية.

والمعنى: أَنه تعالى يجعل الكفر قضاءً منه على الذين عطلوا عقولهم فلم ينتفعوا بآياته، ولم يهتدوا برسله، كما أَذن بالإيمان وحكم به وأَعان عليه الذين يعقلون ويهتدون بهداه، ويؤمنون برسله.

{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}

المفردات:

{انْظُرُوا}: تفكروا واعتبروا. {النُّذُر}: جمع نذير وهو الذي ينبه الناس إِلى الخطر.

التفسير

101 - {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}:

بينت الآية السابقة أن الهدى بإذن الله لمن هو أهل له، ممن يستعملون عقولهم في فهم آياته، وأن الرجس - أَي الكفر - قضى الله به على من لا يعقلون ولا يتدبرون فيها، وجاءت هذه الآية آمرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يحث الناس على التفكر في آياته حتى يتيسر لهم الإيمان بالحق تبارك وتعالى.

والمعنى: قل لهم يا محمد تأملوا وتفكروا في عجائب صنع الله في السموات وما تضمه من مجرات ونجوم وكواكب، وانظروا ما في الأرض وما يتعاقب فيها من ليل ونهار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015