والخلاصة:

أَن القرآن صور للناس حال الدنيا في سرعة انقضاءِ زمانها وزوال نعيمها، بعد إِقبالها على الناس واغترارهم بها واطمئنانهم إِليها - صورها - بصورة ما على الأَرض من أنواع النباتات التي زالت بهجتها ونضارتها فجأَة وصارت حطاما ولم يبق لها على الأرض من أَثر، بعد أَن ترعرعت ونمت وقويت سيقانها وتزينت الأرض بألوانها المختلفة، وأوشك الناس أن يجنوا قطافها وظنوا أنها قد سلمت لهم من المهالك.

{وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.

التفسير

25 - {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ}:

بعد أن حذر القرآن الكريم من الاغترار بالحياة الدنيا والعمل لها وحدها رغَّب في العمل للفوز بدار السلام وهي الجنة.

والمعني: والله - تعالى - القادر على كل شيءٍ الغنى عن العالمين يدعو الناس إلى دار السلام - وهي الجنة - بِدَعْوَتِهِم إِلى الإِسلام والعمل بشريعة القرآن.

وسميت الجنة دار السلام لسلامة أهلها من كل آفة ومكروه، أَو لأن الله تعالى يسلم عليهم فيها، أو لأن الملائكة على أَبوابها يقولون للداخلين فيها: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار}. أَو لأن أهل الجنة يسلم بعضهم على بعض فيها كما قال تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}.

{وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}: أَي ويرشد الله من أَراد هدايتهم وهم الذين وفقهم إِلى اختيار الهدى على الضلالة - يرشد هؤلاء - إِلى طريق معتدل لا عوج فيه وهو الإِسلام والعمل بشرائعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015