(وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ):
أَي لا يوفقهم لفعل الخير والطاعة، لأَنهم لا يريدون ولا يميلون إِليه، فالتوفيق للإيمان لا يكون إِلا لمن علم الله فيهم إِقبالا وإِصرارا على السير في طريقه والتزامه "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ".
{لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)}.
المفردات:
(رِيبَةً): شكا ونِفَاقًا. (إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ): أَي لا يزال المسجد الذي بنوه شاهدا على تمكن الريبة في قلوبهم من جهة الإِسلام، حتى كأنَّهُ نفس الريبة والشك.
التفسير
110 - (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ):
أَي لا يزال المسجد الذي بنوه شاهدا على تمكن الريبة في قلوبهم من جهة الإِسلام حتى كأَنه نفس الريبة والشك.
أَما أَنه ريبة حال بنائه: فلكونه بنى لتفريق كلمة المؤمنين وتشتيت وحدتهم وَلِيُثَبِّتُوا ما في قلوبهم من كفر وضلال، وليدبروا فيه المكائد للمسلمين، وأَما أَنه ريبة حال هدمه، فلأنه ثَبَّتَ ما كان في قلوبهم من الشر فتضاعفت آثاره، وظهرت مفاسده غيظا وحقنا على المسلمين.
(إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ):
أَي إِلا أن تتمزق قلوبهم قطعا وأَجزاءً فحينئذ يذهب الشك والريبة، والمراد أَنهم لا يزالون كذلك ما داموا أَحياء، فإذا ماتوا انتهت تلك الريبة.