82 - {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}: أَي فليضحك هؤلاءِ المنافقون سرورا بقعودهم وتثبيطهم غيرهم وسخرية من المؤمنين فليضحكوا ضحكا قليلًا مهما طال وكثر، لقصر زمنه بفنائهم {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}: أَي وليبك هؤلاء بعد انتهاء حياتهم بكاء كثيرًا في الآخرة، حينما ينزل بهم عذاب الله ويقاسون شدائده أَبدًا.

{فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83)}.

المفردات:

{رَجَعَكَ اللهُ}: ردك، والمراد هنا الرجوع من تبوك إِلى المدينة، حيث بقيت فيها جماعة من المتخلفين.

{فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ}: طلبوا منك أَن تأْذن لهم في الخروج إِلى غزوة أُخرى.

{فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ}: فاقعدوا مع المتخلفين، لعدم لياقتهم للجهاد، كالنساءِ والأَطفال والعجزة.

التفسير

83 - {فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ ... } الآية.

أَي فإِن ردك الله أَيها النبي إِلى المدينة، حيث تقيم جماعة من هؤلاءِ المتخلفين المنافقين، ثم أَردت الخروج إِلى غزوة أُخرى، فاستأَذنك الذين أقعدهم النفاق عن غزوة تبوك، لتسمح لهم بالخروج معك، فقل لهم أيها الرسول: لن تنالوا شرف الخروج معى أبدا, ولن تقاتلوا معى عدوا، فلستم أهلًا لنيل هذا الشرف، ولأَنكم رضيتم بالقعود عن الغزو وفرحتم بذلك في غزوة تبوك {فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ}: أَي فاقعدوا عقوبة لكم مع الذين لا يصلحون للقتال من الشيوخ العاجزين والنساءِ والأَطفال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015