{مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا}: أَي ما لكم من توليهم في الميراث وإِن كانوا من أَقرب أَقاربكم حتى يهاجروا.
{تَكُنْ فِتْنَةٌ في الْأَرْضِ}: تحصل فتنة بظهور الشرك.
{وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}: في الجنة.
{فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ}: أَي من جملتكم أَيها المهاجرون والأَنصار.
{أُولُو الْأَرْحَامِ}: أَصحاب القرابات.
التفسير
72 - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ في سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} الآية.
المعنى: إِن الذين آمنوا بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وهاجروا من مكة إِلى المدينة فرارًا بدينهم، وبذلوا أَموالهم ونفوسهم في سبيل الله دفاعًا عن الدين بقتال أَعدائه. والذين آوَوْا النبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين من أَهل المدينة، فأَسكنوهم منازلهم، وبذلوا لهم أَموالهم، وآثروهم على أَنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ونصروا دين الله بنصرة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
{أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}:
أَي أُولئك المهاجرون والأَنصار بعضهم أَولياءُ بعض في الميراث، وكان المهاجرون والأَنصار, يتوارثون بالهجرة والنصرة دون الأَقارب (?)، حتى نزل قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} فتوارثوا بالقرابة مع الإِسلام، ونسخ التوارث بالهجرة والمؤاخاة، وكان الأَنصار يؤثرون المهاجرين على أَنفسهم ولو كان بهم خصاصة، كما كانوا يتعاونون معهم في نصرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا شك في أَن ذلك كله كان فيه عز الإِسلام ومجد المسلمين.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا}: