والمعنى:

واذكروا أَيها المؤمنون حين كنتم تستغيثون ربكم، وتطلبون منه النصر على عدوكم الذي جاء بخيله ورجله، وعَدَدِه، وعُدَّتهُ، وأَنتم لم تكونوا مستعدين للقائه حيث كنتم تريدون العِير، ولا علم لكم بالنفير، فأَجاب استغاثتكم ودعاءَكم بأَنى ممدكم بأَلف من الملائكة مردفين أَي متتابعين، بعضُهم في إِثر بعض، كأَنما يردف بعضهم بعضا، أَي يتبعه إِياه .... ويجوز أَن يكون معنى {مُرْدِفِينَ} متبعين المؤمنين لهم بأَن يتقدموهم في المعركة ليطمئنوهم ويثبتوهم.

10 - {وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ}: أَي وما جعل الله إِمدادكم بالملائكة عيانا لأَمر من الأُمور، إِلا ليبشركم بأَنكم منتصرون، ولتطمئن به قلوبكم، وتسكن به نفوسكم، ويزول خوفكم واضطرابكم. فتثبتوا ويتم لكم النصر.

وفي قصر الإِمداد بالملائكة على البشرى والطمأْنينة: إِشعار بعدم مباشرتهم للقتال وأَن الغرض منه هو تقوية قلوب المؤمنين المقاتلين، وتكثير عددهم. أَمام المشركين، وسيأْتى بسط الكلام في ذلك قريبا.

{وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ}: أَي وما النصر في الحقيقة إلا من عند الله تعالى، ولكنه - سبحانه - أَجرى سنته على ربط المسببات بالأَسباب، ليأْخذ بها العباد.

{إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ}: لا ينَازَعُ في حُكْمِه، ولا يغالَبُ في أَقضيته.

{حَكِيمٌ}: يفعل كل ما يفعله لحكمة ومصلحة، ولذا أَمدكم بأَسباب النصر على عدوكم، فتمَّ لكم بفضله النصر عليهم، وكذلك يسلط الله الحق على الباطل ليدمغه فإِذا هو زاهق، فثقوا باللهِ وتوكلوا عليه، ولا تقنطوا من حصول النصر إذا كثر أَعداؤكم، بل أَدوا واجبكم من الثبات والصبر، والكفاح على قدر طاقتكم، والله يعينكم وينصركم، {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015