وكيفية الحساب، لم يَرِدْ في شأْنها خبر عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، ولا تحيط بها عقول البشر. فلذا، يجب الإِيمان به - أَي بحصول الحساب - وتفويض الأَمر في كيفيته إِلى عَلَّام الغيوب.

{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)}.

المفردات:

{ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}: شدائدهما.

{تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً): إِعلانا وإِسرارا.

{كَرْبٍ}: الكرب؛ هو الغم والحزن الذي يأْخذ بالنفس - كالكُربة بضم الكاف.

التفسير

63 - {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ... } الآية.

المقصود من ظلمات البر والبحر: شدائدهما. على سبيل الجاز.

وبه قال ابن عباس رضي الله عنهما.

والعرب تقول لليوم ذى الشدائد: يوم مظلم. أَو ذو كواكب. وأَنشد الزجاج:

بَنِي أَسد هل تعلمون بلاءنا ... إِذا كان (?) يومٌ ذو كواكب أَشهبُ

وأَصل التضرع: الخضوع والتذلل. وقد يستعمل بمعنى: الإعلان، كما هنا لمقابلته بالخفية. وبذلك قال ابن عباس والحسن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015