ولهذا كرر الله إذنه في كل معجزة من هذه المعجزات. حتى لا يتسرب إلى الذهن: أن تلك الخوارق من صُنع عيسى الذاتى.
{وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}:
واذكر يا عيسى، نعمتى عليك وعلى والدتك, حين منعت من أَراد السوءَ بك من بني إِسرائيل، حين جئتهم بالمعجزات الواضحات، سواء ما ذكِر منها هنا أَم في موضع آخر، كإِخبارهم بما يأكلون وما يَدَّخِرون في بيوتهم. فقال الكافرون منهم: ما هذا الذي جئت به إلا سِحْرٌ بَيِّنٌ واضح (?).
{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}.
المفردات:
(الحَوَارِيَّينَ): واحدهم حوارىّ، وهو: منْ أَخلص سرًّا وجهرا في مودتك.
وحواريُّو الأنبياءَ: المخلصون لهم.
التفسير
111 - {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي ... } الآية.
والمراد بالإِيحاء هنا: الإِلهام. ومنه قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ... } (?).
وهكذا أَلقى الله في قلوب الحواريين الإِيمانَ به وبرسوله عيسى عليه السلام.
والمعنى على هذا: واذكر نعمتى عليك حين أَلهَمْتُ المخْلِصِينَ لك: أَن يؤْمنوا بي ربًّا، وبك يا عيسى رسولًا. فاستجابوا، وقالوا: آمنا بالله وبرسوله، واشهد بأَننا مخلصون.