{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
المفردات:
(قِيَامًا للناسِ): ما يَقوم به أَمر الناس، ويُصلح شأنهم: في دينهم ودنياهم.
(وَالشهْرَ الْحَرَامَ): الحرام؛ (أل) في الشهر، للجنس. فيعم الأَشهر الحرم الأَربعة. وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. وقيل: "الشهر" هو شهر ذي الحجة.
(وَالْهَدْىَ): ما يهدى إِلى الحرم من الأنعام قربة إِلى الله، للتوسعة على فقراء الحرم.
(وَالقلَائِدَ): جمع قلادة، وهي كل ما علق على أسنمة الأنعام وأَعناقها، علامة على أنها لله. والمراد بالقلائد: ذوات القلائد إذا ساقوها هَدْيا.
التفسير:
97 - {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ ... } الآية.
لما تقدم - في الآية السابقة - النص عن الاصطياد في الحرم، ذكر هنا: أَن البيت الحرام كما جعله الله تعالى سببًا لأمن الطير والوحوش، جعله كذلك ملاذًا للناس وأمنًا من المخاوف وسببا لحصول الخيرات، وتحصيل البركات في الدنيا والآخرة.
{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ}:
أَي صيَّر الله الكعبة - التي هي البيت الحرام - قياما للناس أَي سببا لقيام وصلاح أمر دينهم ودنياهم .. فهى مركز الإِسلام الأَول.
فصلاح أَمر الدين: بالحج إِليه وأَداء المناسك والعبادات. التي تُقَرِّبهُم إِلى الله تعالى.
وصحة الصلاة باستقباله. وتقويم الشهور العربية، عن أَهلته.