والجملة مؤَكدة. ويعززها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (?).

{وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}:

تعقيب من كلام الله سبحانه جاءَ تأييدًا لدعوة عيسى - عليه السلام - ببيان أن من ظلموا أنفسهم فقابلوا نِعمَه - سبحانه وتعالى - المتوالية عليهم بالكفر، لا ينقذهم أَحد من عقابه ولا تنفعهم شفاعة الشافعين، فإنهم سيلقَوْن الله جميعًا يوم {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (?).

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)}

التفسير

73 - {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ. . .} الآية.

نصت الآية على كُفْر مَن قال: إن الله ثالث ثلاثة.

والتثليث: هو العقيدة السائدة بين الطوائف المسيحية، حيث يطلقون على الله - سبحانه - لقب الأب، ويشركون معه الابن وهو عيسى - عليه السلام - وروح القدس.

أما الرد على دعواهم أن المسيح ابن الله؛ لأنه ورد وصفة بهذا أربعا وأربعين مرة في العهد الجديد - وهو يضم الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها - فهو أن هذا اللقب فيه، لم ينحصر في المسيح عليه السلام، ولم يقتصر عليه، بل أطلق:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015