(وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ):

أَي: ومؤَيدا لها غير مخالف لما فيها إلا في القليل. كما قال تعالى - على لسان المسيح عليه السلام - لبني إِسرائيل: " ... وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ... " (?).

وتكرار (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْه مِنَ التَّوْرَاةِ): لتأكيد توافق الكتابين الكريمين: التوراة والإِنجيل، لأَن مصدرهما واحد ... هو الله عَزَّ وَجَلَّ ...

(وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ):

أَي وجعلنا الإِنجيل الذي أَنزله الله على عيسى هدى يُهتدى به، وزاجرا عن ارتكاب المحارم والمآثم لمن اتقى الله، وخاف عقابه.

أَما تكرار (هُدًى): فهي في الأُولى جزءٌ من اثنين: الهدى، والنور.

وفي الثانية تُتَمِّمُ - مع الموعظة - فضيلة التقوى؛ لبيان ميزة الهدى في الحالتين.

47 - (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ... ) الآية.

أَمر من الله للمسيحيين، بأَنْ ينفذوا الأحكام الواردة في الإنجيل، الذي أنزله الله على عيسى - عليه السلام.

وهذا الأمر ممتد إِلى البعثة المحمدية؛ لأن البشارة وردت بمحمد صلى الله عليه وسلم، في الإنجيل.

فهم مأمورون بأَن يعملوا بما فيه. ومن جملة ما فيه: دلائلُ رسالته صلى الله عليه وسلم، ووجوبُ اتباعه فيما يجيءُ به.

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ):

أَي ومن لم يحكم بما أَنزل الله في الإِنجيل، ولم يتبع ما ورد فيه من البشارة بمحمد، والإِيمان برسالته، فأَولئك هم المتمرِّدون الخارجون عن حكمه.

وقد تقدم الكلام على ذلك عند الآية (44).

وفي هذا ما يدل على خروجهم على الإِنجيل، وأنهم به كافرون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015