{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا معدودةً} (?): وهذا يتنافى مع دعواكم القرب من الله، ومحبته لكم؟! وإذن، فلا مزية ولا فضل لكم على سائر البشر. ولستم بأبناء الله ولا بأحبائه.
{بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ}:
أَي ما أنتم إلا بشر كسائر البشر من خَلق الله، من غير مزية لكم عليهم.
{يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ}:
والله عَزَّ وَجَلَّ يغفر لمن يشاءُ من عباده: الذين فرط منهم بعض الخطايا: وهم المؤمنون باللهِ تعالى وبرسله.
{وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاَءُ}:
وهم الكفرة الذين كفروا بالله وبرسله وأَنتم، متهم فكيف تزعمون محبته لكم، وعدم تعذيبكم على ذنوبكم؟!
{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}:
وله - وحده - ملك السمو ات والأرض وما بينهما: خلقًا، وملكًا، وتصرفًا.
{وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}.
ومصير البشر جميعًا ومرجعهم، إليه تعالى وحده، فيجازي الذين أساءُوا بما عملوا، ويجازي الذين أَحسنوا بالحسنى.
وليس له - سبحانه وتعالى - من خلقه بنون ولا بنات وليس لأحد عنده من فضل أو مزية على غيره إِلا بالإيمان والعمل الصالح. فآمنوا باللهِ وبرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - واتركوا تلك الدعاوي الباطلة، لتكونوا من المفلحين.