الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [الأعراف: 167] قال المفسرون: هم العرب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمته، بعثهم الله على اليهود إلى يوم القيامة يقاتلونهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية، {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ} [الأعراف: 167] لمن استحق تعجيله لأنه لا يتأخر عن وقت إرادته.

{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {168} فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ {169} وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ {170} } [الأعراف: 168-170] {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا} [الأعراف: 168] فرقهم الله فتشتت أمرهم ولم تجتمع لهم كلمة، منهم الصالحون قال ابن عباس، ومجاهد: هم الذين أدركوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآمنوا به، {وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ} [الأعراف: 168] يريد: الذين كفروا، وبلوناهم عاملناهم معاملة المبتلي المختبر، بالحسنات وهي: الخصب والعافية، والسيئات وهي الجدب والشدائد، وكل واحد من الحسنات والسيئات يدعو إلى الطاعة: أما النعم فلارتباطها والازدياد منها، وأما النقم فلكشفها، والسلامة منها، وقوله: لعلهم يرجعون قال ابن عباس: كي يتوبوا.

فخلفَ بعد هؤلاء الذين قطعهم الله، خلفٌ من اليهود، وهم أولادهم الذين أتوا بعدهم، قال ابن السكيت: يقال: هذا خلف صدق، وهذا خلف سوء، وهؤلاء خلف سوء، جمعه وواحده سواء، وأنشد:

وبقيتُ في خلف كجلد الأجرب

وقال الزجاج: يقال للقرن الذي يجيء في أثر قرن: خلف.

وقوله: ورثوا الكتاب يعني التوراة، أخذوها من آبائهم، {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى} [الأعراف: 169] جميع متاع الدنيا عرض، يقال: الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر.

قال ابن عباس: ما أشرف لهم من الدنيا أخذوه.

وأراد بالأدنى العالم الأدنى، وهو الدار الفانية، {

طور بواسطة نورين ميديا © 2015