حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا} [الأنعام: 146] يعني: شحوم الجوف، وهي الثروب وشحم الكليتين.
قوله: {إِلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} [الأنعام: 146] قال قتادة: ما علق بالظهر والجنب من داخل بطونهما.
أو الحوايا وهي المباعر، واحدتها: حاوية وحوية وحاوياء.
يعني: وما حملت من الشحم.
{أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} [الأنعام: 146] يعني: شحم الإلية في قول جميعهم.
وقال ابن جريج: كل شحم في القوائم والجنب والرأس والأذنين والعينين فهو مما اختلط بعظم، وهو حلال لهم، إنما حرم عليهم الثرب وشحم الكلية.
وقوله: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ} [الأنعام: 146] أي: ذلك التحريم عقوبة لهم بقتلهم الأنبياء وأخذهم الربا واستحلالهم أموال الناس بالباطل، فهذا بغيهم، وهذا كقوله: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} [النساء: 160] الآية.
وقوله: وإنا لصادقون أي: في الإخبار عن التحريم وعن بغيهم وفي كل شيء.
فإن كذبوك: فيما تقول {فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ} [الأنعام: 147] لذلك لا يعجل عليكم بالعقوبة، {وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ} [الأنعام: 147] عذابه إذا جاء الوقت {عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 147] يعني: المكذبين.
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ {148} قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ {149} قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ {150} قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ