قوله: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26] يعني: المشركين ينهون الناس عن اتباع محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26] : يتباعدون عنه فلا يؤمنون.

وهذا قول الكلبي، والحسن، والسدي.

والنأي: البعد، نأى ينأى نأيا.

وقال ابن عباس، وعمرو بن دينار، وسعيد بن جبير: نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتباعد عما جاء به.

وقوله: وإن يهلكون أي: وما يهلكون بالتباعد عنه {إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأنعام: 26] أنهم يهلكونها.

قوله: ولو ترى: يا محمد المشركين {إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ} [الأنعام: 27] أي: عاينوها ووقفوا عندها، فهم موقوفون على أن يدخلوها، {فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [الأنعام: 27] إلى الدنيا، يتمنون الرد لكي يؤمنوا ويصدقوا وهو قوله: {وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام: 27] ، فقد شاهدنا وعاينا ما لا نكذب معه أبدا.

ومن نصب ولا نكذب، ونكون قال الزجاج: نصب على الجواب بالواو في التمني، كما تقول: ليتك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015