مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي "، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
وقوله: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنعام: 12] هذا ابتداء كلام، واللام فيه: لام القسم، كأنه قال: والله ليجمعنكم إلى يوم القيامة.
قال الزجاج: معناه: ليجمعنكم إلى اليوم الذي أنكرتموه، وهو اليوم الذي لا ريب فيه، {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} [الأنعام: 12] أي: بالشرك بالله تعالى أوبقوا أنفسهم {فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 12] لما سبق لهم من القضاء بالشقاوة والخسران.
قوله: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [الأنعام: 13] قال ابن عباس: له ما استقر في الليل والنهار ممن خلق.
وهذا عام في كل مخلوق، لأن كل ما طلعت عليه الشمس وما غربت فهو من ساكني الليل والنهار، ولهذا قال ابن الأعرابي: وله ما حل في الليل والنهار.
وقال أهل المعاني: في الآية محذوف، والتقدير: وله ما سكن وتحرك في الليل والنهار، فحذف ذكر الحركة واكتفى بذكر السكون، كقوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81] يعني: الحر والبرد.
قوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا} [الأنعام: 14] هذا استفهام معناه الإنكار، أي: لا أتخذ وليا غير الله ولا أعبد سواه، {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الأنعام: 14] خالقهما ابتداء لا على مثال سبق، والفطرة: ابتداء الخلقة.
قال ابن عباس: كنت لا أدري ما: {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الأنعام: 14] حتى احتكم إلى أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي: أنا ابتدأت حفرها.
وقال ابن الأعرابي: يقال: هو أول من فطر هذا، أي: ابتدأه.
قوله: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] قال السدي،