نزلت في الحطيم بن ضبيعة، أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اليمامة إلى المدينة، فعرض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلام، فلم يسلم، فلما خرج مر بسرح المدينة فاستاق الإبل فطلبوه فعجزوا عنه، فلما خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام القضية سمع تلبية حجاج اليمامة، فقال لأصحابه: هذا الحطيم وأصحابه فدونكم، وكان قد قلد ما نهب من سرح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأهداه إلى الكعبة، فلما توجهوا في طلبه أنزل الله تعالى هذه الآية.
والمعنى: لا تحلوها بإباحتها والإغارة عليها.
وقوله: {وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] أي: بالقتال فيه ولا الهدي: وهي كل ما أهدي إلى بيت الله من ناقة أو بقرة وشاة ولا القلائد: هي جمع قلادة، وأراد: ولا ذوات القلائد، يعني: الهدايا المقلدة، وعلى قول ابن عباس: أراد ولا أصحاب القلائد وهم الذين قلدوا بعيرهم ليأمنوا.
وكانت الحرب في الجاهلية قائمة بين العرب إلا في الأشهر الحرم، فمن وجد في غير الأشهر الحرم أصيب منه، إلا أن يكون مشعرا بدنة، أو سائقا هديا أو مقلدا نفسه وبعيره من لحاء شجر الحرم، أو محرما بعمرة إلى البيت، فلا يتعرض لهؤلاء.
فأمر الله المسلمين بإقرار هذه الأمنة على ما كانت عليه في الجاهلية لضرب من المصلحة إلى أن نسخها.
وقوله: {وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] أي: قاصديه، يعني: الذين يريدون الحج، {يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ} [المائدة: 2] يعني: التجارة، ورضوانا: بزعمهم وفيما يظنون.
وهذه الآية من أولها إلى ههنا منسوخة بقوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: 5] .
وقوله: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ