وقوله: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48] أي: اختلق ذنبا غير مغفور.

قال الزجاج: يقال: افترى فلان الكذب، إذا اعتمله واختلقه، وأصله من الفري وهو بمعنى القطع.

قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} [النساء: 49] قال ابن عباس في رواية الكلبي: نزلت في اليهود، أتوا بأطفالهم إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا محمد، هل على هؤلاء من ذنب؟ فقال: لا.

فقالوا: والله ما نحن إلا كهيئتهم، ما عملناه بالنهار كفر عنا بالليل، وما عملناه بالليل كفر عنا بالنهار، فكذَّبهم اللهُ تعالى.

ومعنى يزكون أنفسهم: يزعمون أنهم أزكياء، وتفسير التزكية قد مر.

وقوله: {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النساء: 49] يجعل من يشاء زاكيا، قال ابن عباس: يريد: أهلَ التوحيد، {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا} [النساء: 49] قال ابن عباس: يريد: ولا ينقصون من الثواب قدر فتيل النواة، يريد القشرة التي حول النواة فيما بينها وبين البسرة.

قال الفراء: الفتيل: ما فتلت بين أصبعيك من الوسخ.

وهو قول السدي، وقال ابن السكيت: القطمير: القشرة الرقيقة على النواة، والفتيل: ما كان في شق النواة، والنقير: النكتة في ظهر النواة.

قال الأزهري: وهذه الأشياء كلها تضرب أمثالا للشيء التافه الحقير القدر أي: لا يظلمون قدرها، قال النابغة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015