مِنَ الْحَبَشَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} [آل عمران: 199]

وهذا قول ابن عباس وجابر وقتادة، أن الآية نزلت في النجاشي حين مات، وصلى عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة فقال المنافقون: إنه يصلي على نصراني لم يره قط.

وقال ابن جريج وابن زيد: نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه.

وقال مجاهد: نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلهم.

قوله: {وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [آل عمران: 199] يعني القرآن، {وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} [آل عمران: 199] يعني التوراة، خاشعين لله قال الزجاج: لما ذكر الذين كفروا من أهل الكتاب في قوله: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا} [آل عمران: 187] ذكر حال من آمن من أهل الكتاب، وأخبر أنهم صدقوا في حال خشوعهم فقال: {خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا} [آل عمران: 199] أي: عرضا من الدنيا كفعل اليهود الذين غيروا التوراة.

ثم وعدهم الأجر مع ذلك فقال: {أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: 199] ومضى الكلام في سرعة الحساب.

قوله: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} [آل عمران: 200] قال الحسن: على دينكم، فلا تدعوه لشدة.

وقال زيد بن أسلم: اصبروا على الجهاد، وصابروا عدوكم، فلا يكون أصبر منكم، ورابطوا أقيموا على جهاد عدوكم بالحرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015