والمنافقين، وبطانة الرجل: خاصته الذين يستبطنون أمره، وأصله من البطن.
وقوله: من دونكم أي: من دون المسلمين ومن غير أهل ملتكم.
وقوله: {لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا} [آل عمران: 118] يقال: ألا يألو، إذا فتر وضعف وقصر.
والألو: التقصير، والخبال: الفساد والشر.
والمعنى: لا يدعون جهدهم في مضرتكم وفسادتكم.
قال الزجاج: أي: لا يبقون غاية في إلقائكم فيما يضركم.
وقوله: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} [آل عمران: 118] ما ههنا: ما المصدر، والمعنى: ودوا عنتكم، وهو دخول المشقة على الإنسان ووقوعه فيما لا يستطيع الخروج منه، قال السدي: تمنوا ضلالكم عن دينكم.
وقوله: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} [آل عمران: 118] قد ظهرت عداوتهم بالشتيمة والوقيعة في المسلمين وإطلاع المشركين على أسرارهم، {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ} [آل عمران: 118] من العداوة والخيانة، أكبر أعظم مما أظهروا، {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ} [آل عمران: 118] قال السدي: قد بينا آياتهم لتعرفوهم بها.
{إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118] موقع نفع البيان.
{هَأَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ} [آل عمران: 119] قال الزجاج: ها: تنبيه دخل على أنتم، وأولاء في معنى: الذين، كأنه قيل: هأنتم الذين تحبونهم، ولا يحبونكم أي: تريدون لهم الإسلام وهو خير الأشياء، وهم يريدونكم على الكفر وهو الهلاك.
{وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} [آل عمران: 119] قال ابن عباس: يريد: بالذي أنزل على محمد والذي أنزل على عيسى والذي أنزل على موسى.
وقوله: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} [آل عمران: 119] أي: عضوا الأنامل من الغيظ عليكم، ففيه تقديم وتأخير.
والغيظ: الإغضاب، يقال: غاظه.
أي: أغضبه.
والأنامل: أطراف الأصابع، الواحدة: أنملة، وعض الأصابع واليد من فعل المغضب الذي فاته ما لا يقدر