والحي: من له الحياة، وهي صفة تخالف الموت، وذا الجمادية، ومعنى الحي في صفة الله: الدائم البقاء، والقيوم: مبالغة من القائم، قال مجاهد: القيوم: القائم على كل شيء، وتأويله: أنه قائم بتدبير أمر الخلق في إنشائهم وأرزاقهم.

وقال الضحاك: القيوم: الدائم الوجود.

وقال أبو عبيدة: الذي لا يزول الاستقامة وصفٌ بالوجود حيث لا يجوز عليه التغير بوجه من الوجوه.

وقوله: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [البقرة: 255] السنة: ثقل النعاس، وهو مصدر، يقال: وسن يوسن سنة ووسنا.

والنوم: الغشية الثقيلة التي تهجم على القلب فتقطعه عن معرفة الأمور.

وقال الفضل: السنة في الرأس والنوم في القلب.

والمعنى: أنه لا يغفل عن تدبير الخلق والعلم بالأشياء.

وقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] استفهام معناه: الإنكار والنفي أي: لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه وأمره، وذلك أن المشركين كانوا يزعمون أن الأصنام تشفع لهم، فأخبر الله تعالى أنه لا شفاعة عنده لأحد إلا بإذنه، يعني: شفاعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشفاعة بعض المؤمنين لبعض.

وقوله: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} [البقرة: 255] قال مجاهد وعطاء والسدي: {مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: 255] من أمر الدنيا، وما خلفهم من أمر الآخرة.

وقال الضحاك والكلبي: {مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: 255] يعني الآخرة لأنهم يقدمون عليها، وما خلفهم الدنيا، لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم.

وقوله: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [البقرة: 255] قال الليث: يقال لكل من أحرز شيئا أو بلغ علمه أقصاه: قد أحاط به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015