وعدده للدهور، فيكون من العدة، يقال: أعددت الشيء، وعددته إذا أمسكته.
ثم ذكر طول أمله، فقال: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} [الهمزة: 3] أي: يعمل عمل من لا يظن مع يساره أنه يموت.
كلا لا يخلد ماله، ولا يبقى له، {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} [الهمزة: 4] ليلقين في جهنم، وليطرحن فيها، والحطمة من أسماء جهنم، قال مقاتل: هي تحطم العظام، وتأكل اللحوم حتى تهجم على القلوب.
وذلك قوله: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ {6} الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ {7} } [الهمزة: 6-7] قال: يخلص حرها إلى القلوب.
ثم يكسى لحمًا جديدًا، ثم تقبل عليه فتأكله.
{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة: 8] مطبقة، في عمد وقرئ عمد وكلاهما جمع عمود، وقال أبو عبيدة: كلاهما جمع العماد، وهي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار.
قال مقاتل: أطبقت الأبواب عليهم، ثم سدت بأوتاد من حديد من نار، حتى يرجع عليهم غمها وحرها، فلا يفتح عنهم باب، ولا يدخل عليهم روح.
وممددة من صفة العمد، أي: أنها ممدودة مطولة، وهي أرسخ من القصيرة.