ثلاث آيات، مكية.
1434 - أَخْبَرَنَا ابْنُ الزَّعْفَرَانِيِّ، أنا ابْنُ مَطَرٍ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْعَصْرِ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالصَّبْرِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَقِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3} } [العصر: 1-3] .
قوله تعالى: والعصر أقسم الله تعالى بالدهر، لأن فيه عبرة للناظرين من جهة مرور الليل والنهار على تقدير الأدوار، وقال مقاتل: أقسم الله تعالى بصلاة العصر، وهي الصلاة الوسطى.
وقال الزجاج: قال بعضهم: معناه ورب العصر.
إن الإنسان يعني: جميع الناس، {لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 2] الخسر كالخسران، وهو النقصان، وذهاب رأس المال، والمعنى: إن كل إنسان، يعني: الكافر، لاستثنائه المؤمنين، لفي ضلال حتى يموت ويدخل النار، وقال أهل المعاني: الخسر: هلاك رأس المال، والإنسان في هلاك نفسه وعمره، وهما أكثر رأس ماله، إلا المؤمن العامل بطاعة الله.
وهو قوله: {إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر: 3] وصدقوا الله ورسوله، وعملوا بطاعته، {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} [العصر: 3] أوصى بعضهم بعضًا بالقرآن، وقال مقاتل: بتوحيد الله تعالى.
{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3] عن معاصي الله، وعلى فرائض الله، وروى أبو أمامة، عن أبي بن كعب، قال: قرأت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعصر، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما تفسيرها؟ فقال: " {وَالْعَصْرِ} [العصر: 1] قسم من الله، أقسم ربكم بآخر النهار، {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 2] أبو جهل بن هشام، إلا الذين آمنوا أبو بكر الصديق، وعملوا الصالحات عمر بن الخطاب، {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} [العصر: 3] عثمان بن عفان، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3] علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم ".