{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1] قال أكثر المفسرين: هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت.
وإنما ذكر الله تعالى القسم بالتين، لأنه فاكهة مخلصة من شوائب التنغيص، وفيه أعظم العبرة، لدلالته على من هيأها على تلك الصفة، وجعلها على مقدار اللقمة، فالله عز وجل المنعم به على عباده، وقد روى أبو ذر، رضي الله عنه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: في التين: «لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة قلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها، فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس» .
وأما الزيتون، فإنه يعتصر منه الزيت الذي يدور في أكثر الأطعمة مع الاصطباغ به والأدهان، واتخاذ الصابون.
وقال قتادة: التين: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس.
ونحو هذا قال عكرمة: هما جبلان بالشام، وإنما سيما بهما، لأنهما ينبتانهما.
{وَطُورِ سِينِينَ} [التين: 2] يعني: الجبل الذي كلم عليه موسى عليه، السلام، و {سِينِينَ} [التين: 2] : المبارك الحسن بلغة الحبشة، وقال الكلبي: هو الجبل ذو الشجرة.
وقال مقاتل: كل جبل فيه شجر مثمر، فهو سينين وسيناء بلغة النبط.
{وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} [التين: 3] يعني: البلد الحرام مكة، يأمن فيه الخائف في الجاهلية والإسلام، وسأل خزيمة بن حكيم السلمي رسول الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن البلد الأمين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {الْبَلَدِ الأَمِينِ} [التين: 3] : مكة ".
وهذه أقسام.
ثم ذكر المقسم عليه، فقال: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي