إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} [الغاشية: 21] فعظ إنما أنت واعظ، ولم يؤمر إذ ذاك إلا بالتذكرة، يدل عليه قوله: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} [الغاشية: 22] أي: بمسلط فتقتلهم، وتكرههم على الإيمان، ثم نسختها آية القتال، وقد تقدم تفسير المسيطر عند قوله: {أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} [الطور: 37] .
وقوله: {إِلا مَنْ تَوَلَّى} [الغاشية: 23] استثناء منقطع عما قبله، معناه: لكن من تولى وكفر بعد التذكير: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ} [الغاشية: 24] وهو: أن يدخله النار، ولا عذاب أعظم منها.
ثم ذكر أن مرجعهم إليه، فقال: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} [الغاشية: 25] رجوعهم، ومصيرهم بعد الموت، يقال: آب يئوب أوبًا وإيابًا.
وأما إيابهم بتشديد الياء، فشاذ، لم يجزه أحد غير الزجاج، فإنه قال: يقال: أيب إيابًا على فيعل فيعالًا.
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الغاشية: 26] يعني: جزاءهم بعد المرجع إلى الله تعالى.