{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11] يعني: ذات المطر في قول جميع المفسرين.
قال الزجاج: {الرَّجْعِ} [الطارق: 11] المطر، لأنه يجيء ويرجع، ويتكرر.
{وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} [الطارق: 12] قال أبو عبيدة، والفراء: تتصدع بالنبات.
وهو معنى قول المفسرين: تتشقق عن النبات والأشجار.
والصدع الشق، وجواب القسم قوله: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} [الطارق: 13] أي: أن القرآن يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما.
{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق: 14] أي: أنه لم ينزل باللعب، فهو جد ليس بالهزل.
ثم أخبر عن مشركي مكة، فقال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا} [الطارق: 15] قال الزجاج: يخاتلون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويظهرون ما هم على خلافه.
{وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 16] كيد الله: استدراجه إياهم من حيث لا يعلمون.
{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ} [الطارق: 17] قال ابن عباس، ومقاتل: هو وعيد من الله لهم.
{أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق: 17] يريد: قليلًا حتى أهلكهم، ففعل الله ذلك ببدر، ونسخ الإمهال بآية السيف، ومعنى أمهل ومهل: أنظر ولا تعجل.